17.12.11

ضد التابوهات ... دعارة سياسية 1



اعتدت منذ صغري ان اكتب كل ما اكتبه باسلوب ساخر فج، الا ان مقامنا هذا لا يدعو للسخرية بقدر ما يدعو للرثاء ... ورغم اني لا اعطي وعودا بالكف عن السخرية الا انني اقول انني ساحاول ... في سلسلة محاولاتي ضد الخجل وضد العهر الثوري والعهر السياسي والدعارة المجتمعية ...



عند نشأة اول مجتمع بشري، ظهرت الحاجة الانسانية وتعقدياتها، ولكني لست بصدد تفسير انثروبولوجي لنشأة المجتمع وحاجاته، بقدر اهتمامي بتسليط الضوء على اقدم مهنة عرفتها البشرية، لغايات النص... وحتى قبل اكتشاف الانسان للدفع، المقابل، المقايضة، كانت حاجات كحاجة الامن والغذاء دوافع استراتيجية لظهور مهنة الدعارة... تلك المهنة التي لربما سأسيء اليهاا بالصاق بعض المتسلقين والآفات بها ... فالداعر يمتاز بقدرته على تسويق البضاعة بافضل الطرق، وايصالها للعدد الاكبر من الزبائن المقتدرين على شرائها ... وهو ما يتفق فيه الداعر مع السياسي ...



جاءنا ايها القرارئ الهمام، ان ثلة من أبناء الحرام، ابتداء بامير قطر، وانتهاء اليه قد اصروا اقصاء والغاء لحقوق شعبنا في ارضه ومقدساته وتاريخه وعودة لاجئيه، فاقتصرت الخارطة المهينة على غزة والضفة، اعجبني في الحقيقة انهم لم يقتطعوا الاراضي التي اقتطعها الجدار في خارطتهم ... مما اشعرني بانهم فعلا وطنيين على ذات مستوى وطنية القيادة الفلسطينية ... ولكي لا يُساء فهمي ... لنترك الامر يأتي بالشكل التالي ...



نعتقد جازمين ان ما حدث بدوحة العرب، ما كان ليحدث بلا تنسيق مسبق ما بين السلطة والقيادة القطرية على المستوى السياسي الرسمي، يدلل عليه حضور محمود عباس شخصيا، وبرأينا المتواضع ان الغرض كان هو بداية التنظير على مستوى الجمهور العربي والفلسطيني لحل تصبح فيه خارطة فلسطين بهذا الشكل المخصي رسميا وليس بروتوكوليا في وثائق الساسة، ولمن لا يصدق، ادعوه لقراءة بروتوكولات المفاوضات ابتداء باوسلو وانتهاء لانابوليس ، ولماذا انابوليس، فليعد مشاهد فخامة الزعيم المُفدى في الجمعية العمومية، تلك المشاهد التي تعني كيفما حاولت التبرير او التفسير او المداورة والمراوغة ان دولة فلسطين كما تنشدها السلطة هي كما اظهرتهاا قطر... فالحق يجب ان نقول ... شكرا قطر اذا كنتي اثرتي حفيظة هؤلاء وحميتهم الوطنية ووضعتيهم في الصورة الحقيقية للدولة الخنثى التي يريدها ازلام السلطة ... لكن ما يثير الرثاء حقا ... هو ردة فعل شبابنا المدعي الثقافة والنشاط السياسي، فارتفعت القضية من مسالة وطن قد صكت عقود بيعه في مؤتمرات الخمور والمال في باريس وواشنطن وجنيفا، الى مسألة شخصية مخصية مع امير قطر ... والله المستعان على ما تصفون ...



ألم تجسد قطر بكل بساطة ما نادت به سَلَطَتَكم ابتداء من اوسلو ومدريد ؟ ولم تنته بعد بخطاب الامم المتحدة ... ألم يعتقد شبابنا الناشط المناطح ان الاولى به ان يعيد قراءة الحدث في ظل ما سُمي استحقاق بهلول؟



بتطور المجتمع البشري، تطورت المهن التي احترفها افراد المجتمع، ومن ضمنها بالضرورة مهنة الدعارة، فاصبحنا نرى القواد ... واذا اعتبرنا من هذا المنظور ان القواد الذي بات ينظر للمسألة على مستوى الجمهور ككل هو امير قطر، فالعاهرة لا تزال هي لم تتغير، انها السلطة التي تبخس وتتنازل عن كل ما يغطي عورتها حتى باتت مكشوفة ... الا لمن لا يستطيعون السمع ولا هم يبصرون ... اعاذنا الله واياكم ...



ولنبتعد قليلا عن العاهرين الكبار ونتجه للعواهر الاصغر ... في الحلقة القادمة من داعرون في كلام داعر